تفائل حذر في موسم سياحي في لبنان
تم النشربتاريخ : 2014-06-01
وأعربت قطاعات سياحية للجزيرة نت عن أملها برفع قريب للحظر الخليجي مع حالة التحسن النسبي للوضع الأمني في البلاد، مبدية كامل استعدادها لاستقبال مبهج للسياح وبخدمات وأسعار مشجعة.
لكن ذلك لم يحل دون تريث وحذر كثير من تلك القطاعات -رغم التفاؤل- من دفع تكاليف إضافية للاستعداد والاستقبال والتحضير، وذلك خشية التقلبات السياسية السريعة في البلاد وعلى رأسها تداعيات تعثر انتخاب رئيس جديد للجمهورية خلفا لميشال سليمان.
خطة سياحية
وتزامن ذلك مع إطلاق وزير السياحة خطة متفائلة حملت عنوان "لبنان يحب الحياة" تضمنت مجموعة كبيرة من الرزم والبرامج السياحية، إضافة إلى إنشاء موقع إلكتروني جديد للوزارة، وتطوير مواقع إلكترونية خاصة، والاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي لتسويق لبنان.
"وزير السياحة اللبناني سبق أن قال إن السعودية رفضت حظرا لسفر رعاياها إلى لبنان. ويشكل السياح السعوديون ربع العرب المتوافدين على البلاد"
وكان ميشال فرعون أعلن أن دولاً خليجية -أبرزها السعودية- "ألغت ضمنياً" تحذيرات أصدرتها عام 2012 إلى مواطنيها بخصوص زيارة لبنان، على خلفية حالة الاضطراب الأمني التي كانت تعيشها البلاد.
ويمثل الخليجيون 65% من نسبة السياح، وانخفضت هذه النسبة بنحو 80% خلال العام الماضي مقارنة مع العام 2012، وذلك بعد قرار دول الكويت وقطر والبحرين والإمارات تحذير رعاياها من السفر إلى لبنان، في حين اكتفت السعودية آنذاك بإصدار تنبيه.
وتبلغ نسبة السياح السعوديين فقط ما مجموعه 25% من إجمالي عدد السياح العرب الوافدين إلى لبنان، ممن يشكلون بمجموعهم ما نسبته 45% من صافي دخل السياحة اللبنانية.
وشكلت أرقام رحلات الطيران القادمة في الأشهر المقبلة قفزة نوعية بحجم الحجوزات مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، إلى جانب ارتفاع نسب حجوزات الفنادق بين 60 و70% (مقارنة بنسبة 35% في الفترة نفسها من 2013)، في مؤشرات أولية على موسم جيد.
العامل الأمني
من جهة أخرى، اعتبر نقيب أصحاب مكاتب السياحة والسفر جان عبود أن "العامل الأمني يشكل الدعامة الرئيسية للموسم السياحي، وهو ما سيدفع بالموقف الخليجي للعدول عن قرار المقاطعة". وأعرب عبود للجزيرة نت عن تفاؤله بتعويض نسبي للموسم إذا قرر اللبنانيون المغتربون قضاء عطلتهم في البلاد، والنزول بكثافة نظرا لتحسن الأوضاع الأمنية بصورة ملحوظة.
ويقول رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي بول العريس إن المعطيات الأولية تشير إلى موسم جيد "نأمل أن يترجم على الأرض، فهناك حجوزات طيران جيدة وكذا بالنسبة لمكاتب تأجير السيارات والشقق المفروشة".
وكشف العريس للجزيرة نت عن تحديات للموسم على رأسها دخول شهر رمضان والمونديال ضمن أشهر الموسم، وهو ما يعني تفضيل غالبية السائحين قضاءها في بلدانهم، وبالتالي فإن الموسم سيقتصر عملياً على شهر أغسطس/آب بالدرجة الأولى فقط.
إغلاق مؤسسات
وقال العريس إن أزمة سوريا أغلقت أكثر من تسعين مطعماً ومقهى في الوسط التجاري ببيروت من أصل مائة، إلى جانب إغلاق أكثر من 25 مؤسسة في منطقة الحمرا، ونحو 25 مؤسسة من أصل ثلاثين في منطقة الأشرفية، مؤكدا أن "الجندي المجهول لتعويض ذلك هو المغترب اللبناني".
ولفت إلى خسارة لبنان سواح التزلج بسبب الغياب الشبه الكلي للثلوج في هذا العام، مشيرا إلى تكبد منطقة الجبل خسارة كبرى شبهها بالزلزال، "فمن أصل مائتي مطعم لم يعمل سوى عشرين منها، بينما أغلقت غالبية الفنادق أبوابها بصورة شبه كاملة هناك".
ويعول لبنان بصورة كبيرة جدا على السياح الخليجيين في تحصيل عائدات تشكل أحد الموارد الرئيسية للخزينة، وسط شح كبير تعانيه الدولة في الموارد وارتفاع مطرد في حجم الدين العام الخارجي البالغ حتى آخر العام الماضي أكثر من 61 مليار دولار.